للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عامة؛ لأنها نكرة في سياق الشرط. وقوله: {فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} "الفاء" هذه في جواب الشرط رابطة {فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}. وقوله: {بِهِ عَلِيمٌ} قدم الجار والمجرور على متعلقه. والمعروف أن تقديم المعمول يفيد الحصر. فهنا نقول: إنه قدم المعمول لفائدتين: الفائدة الأولى: لفظية، وهي مراعاة فواصل الآيات. والفائدة الثانية: معنوية، وهي بيان الاعتناء بهذا المقدم حتى كأن الله تعالى حصر علمه به. فتقديم المعمول هنا يدل على العناية والاهتمام بهذا الشيء الذي قدمه الإنسان لنفسه وأن الله به عليم.

إن الله تعالى لم يذكر هذا العلم إلا لما يترتب عليه من المجازاة. فإن الله إذا علمه لا يمكن أبدًا أن يضيعه {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: ٧، ٨] واله تعالى عليم بكل شيء.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - الحث على الإنفاق مما يحبه الإنسان. وفيه أيضًا أن بالإنفاق مما يحب نيل البر الذي يطلبه كل إنسان.

٢ - إثبات الأسباب، حيث إن الله أثبت للبر سببًا وهو الإنفاق مما نحب.

٣ - أنه كلما أنفق الإنسان مما هو أحب إليه، كان أكثر لبره، وذلك لأن من قواعد الأصول أن ما علّق بوصف فإنه يزداد وينقص بحسب ذلك الوصف.

٤ - عموم علم الله عزّ وجل؛ لقوله: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>