للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينفخ فيه (فيكون طيرًا) أو (فيكون طائرًا) فيه قراءتان. يعني: يكون طيرًا طائرًا أيضًا بالفعل. أيهما أعظم: هذا أم أن تنزل من السماء نار تأكل القربان؟ الجواب: الأولى أعظم ولهذا قدَّمها.

{فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ}: قوله: {فَلِمَ} الفاء: عاطف، و (لِمَ): اللام حرف جر و"ما" استفهامية، ومن قواعد الإملاء أن "ما" الاستفهامية إن دخل عليها حرف جر فإنها تحذف ألفها مثل: عَمّ - بِمَ - لِمَ. {فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}: في أنكم تقبلون الرسل إذا جاؤوا بهذه الآية.

وقوله: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} الجملة شرطية، وهل تحتاج إلى جواب أم لا؟ ذهب بعض العلماء إلى أنها لا تحتاج إلى جواب؛ لأن المعنى مفهوم بدونه، والجواب إنما يؤتى به ليتمم المعنى. وقال بعضهم: بل جوابها محذوف دلَّ عليه ما قبله، وعلى هذا الرأي يكون التقدير: إن كنتم صادقين فلم قتلتموهم، وإلى القول الأول ذهب ابن القيم رحمه الله في أن مثل هذا التركيب لا يحتاج إلى جواب.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - بيان تعنت اليهود الذين ردُّوا ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - من البينات بناءً على ما ادَّعوه من هذه الآية.

٢ - أنه ينبغي عند المخاصمة إفحام الخصم بما يدعيه؛ ليكون ذلك أبلغ في دحض حجَّته، ويؤخذ من قوله: {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} لأنه إذا خوصم بما يقوله لم يبق له حجة، ومن ذلك مخاصمة شيخ الإسلام ابن تيمية

<<  <  ج: ص:  >  >>