للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحمه الله للرافضة وأهل التعطيل حيث يخاصمهم بما يقرّون به، فمثلًا: الأشاعرة أو المعتزلة -أهل التعطيل عمومًا- قالوا: إن المراد بآيات الصفات خلاف الظاهر؛ لأن العقل يمنع من الأخذ بظاهرها، فقالت الفلاسفة -أهل التخييل-: المراد بنصوص المعاد خلاف الظاهر لامتناع القول بظاهرها، أي: أنه لا يوجد بعثٌ ولا ربٌّ ولا جنةٌ ولا نارٌ، فبماذا ردَّ عليهم أهل التعطيل، وأهل التعطيل يقرون بالبعث واليوم الآخر؟ قالوا: إن كلامكم هذا غير مقبول، بل البعث حق واقع، وذلك لأننا علمنا أن الرسل جاءت به، وأن الشبهة المانعة منه فاسدة، الشبهة المانعة هي قول القائل: {مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس: ٧٨]، فلزم القول بثبوته.

ونحن نقول لهم أيضًا: آيات الصفات علمنا بأن الرسل جاؤوا بها، وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه فوجب إثباتها، بل قال شيخ الإسلام رحمه الله: إن نصوص الصفات في الكتاب والسنة أكثر بكثير من نصوص المعاد؛ لأنك لا تكاد تجد آية في كتاب الله عزّ وجل إلا وتجد فيها اسمًا من أسماء الله أو صفة من صفاته، لذلك فإن إفحام الخصم بحجته أنكى وأقوى في خصمه، أي في أننا نخصمه ولا يستطيع أن يجادل بعد ذلك.

٣ - أن الرسل عليهم الصلاة والسلام جاءوا بالبينات الدالة على رسالتهم ولابد من هذا عقلًا كما هو واقع شرعًا، وذلك أنه لو جاء رسول من البشر يقول: أنا رسول الله إليكم أدعوكم إلى كذا وأمنعكم من كذا ومن خالفني قاتلته، فإنه لا يقبل ذلك إلا ببينة تشهد لما قال، ولهذا جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما

<<  <  ج: ص:  >  >>