للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فحسن الثواب إنما هو عند الله وحده، وفي هذه الجملة ما سبق بيانه من أن فيها تأكيدًا لعظم هذا الثواب، لأنه لما قال من عند الله استفدنا منه عظم الثواب.

٢٠ - وفيها فائدة أخرى وهي تأكيد لما سبق أن هذا الثواب ثواب عظيم، وأنه أحسن مثوبة يثاب بها الإنسان {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}.

وهل يستفاد من هذه الآية الكريمة علو الله؟ .

الجواب: أن هناك من العلماء من يقرر: أنه كلما جاءت العندية في القرآن فإنها دليل على العلو، ولكنها في بعض المواضع ليست واضحة وفي بعض المواضع واضحة مثل {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} [الأعراف: ٢٠٦] ومثل قوله: {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} [الأنبياء: ١٩] فهنا الفوقية واضحة، لكن في مثل هذه الآية ليست ظاهرة جدًا.

* * *

• قال تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (١٩٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: ١٩٦ - ١٩٧].

لا يخفى أن {لَا} أي في قوله: {لَا يَغُرَّنَّكَ} ناهية، ولكن سيقول قائل: كيف تكون ناهية والفعل مفتوح {لَا يَغُرَّنَّكَ} لأن النون هي آخر الفعل؟ ! .

والجواب عن هذا: أنه إذا اتصلت نون التوكيد بالفعل المضارع لفظًا وتقديرًا صار مبنيًا على الفتح. فإن اتصلت به لفظًا لا تقديرًا لم يكن مبنيًا مثل {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: ٨]، فهي نون التوكيد متصلة بالمضارع لفظًا لا تقديرًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>