للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون لكم عقول تعقلون بها ما تقولون؟ وهذا فيه غاية اللوم والتوبيخ.

وقوله: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} المراد بالعقل هنا عقل الرشد وليس عقل الإدراك؛ لأن هؤلاء عندهم عقل إدراك، والفرق بينهما أن عقل الإدراك مناط التكليف، وعقل الرشد مناط التصرف، يعني أن عقل الرشد يكون به حسن التصرف من العاقل، وعقل الإدراك يكون به توجيه التكليف إلي العقل، ولهذا يقال للرجل العاقل الذكي إذا أساء في تصرفه، يقال: هذا مجنون، هذا غير عاقل مع أنه من حيث عقل الإدراك عاقل.

المنفي هنا في حق هؤلاء عقل الرشد، أي أفلا يكون لكم عقل ترشدون به.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - توبيخ أهل الكتاب بكونهم يحاجون ويجادلون في إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

٢ - علو شأن إبراهيم ومنزلته بين جميع الطوائف .. اليهود والنصاري والمسلمين.

٣ - بيان الاحتجاج بالعقل؛ لقوله: {لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ}، فكيف تحاجون به مع أن التوراة والإنجيل لم تنزل إلا من بعده. وهذا خلاف العقل. ويتفرع علي هذه الفائدة:


= ٢ - أن الفاء حرف عطف، وأن المعطوف محذوف يقدر بما يناسب السياق، والمناسب هنا أن يقدر أسفهتم مثلًا؛ لأن العقل ضده السفه أفلا تعقلون.

<<  <  ج: ص:  >  >>