للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن الله سبحانه قد أهلك أممًا قبل هذه الأمة؛ لقوله سبحانه {سُنَنٌ} وسنن جمع كثرة لا جمع قلة.

قال ابن مالك رحمه الله:

أَفْعِلَةٌ أفعُلُ ثم فِعْلَةٌ ... ثُمَّتَ أفعَالٌ جموعُ قِلَّة

يعني أنَّ جمع القلة محصور بهذه الأوزان الأربعة فقط: أفعِلة، أفعل، ثم فِعلة، ثمت أفعال، جموع قلة.

٢ - تسلية هذه الأمة من وجه، وتحذيرها من وجه آخر.

تسليتها بأن الله سبحانه وتعالى قد عاقب من قبلها، فعقوبته لها في غزوة أُحُد من سنن الله عزّ وجل؛ لأنه لا شك أن ما حصل في أُحد عقوبة {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} [آل عمران: ١٥٢].

وفيها أيضًا تحذير من جهة أخرى من عقوبة أشد؛ لأن الأمم السابقة أهلكوا ودمروا عن آخرهم.

٣ - إثبات القياس؛ لأن المقصود بقوله: {فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} النظر والاعتبار، وأن يقاس ما حضر على ما مضى وسلف.

٤ - الأمر بالسير في الأرض، ولكن هل هو على إطلاقه أو من أجل الاعتبار فقط؟

لننظر {فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا} إذن السير في الأرض


= وهو لفظ حديث، رواه البيهقي، في "الأسماء والصفات"، رقم (٧٩). وذكره العلامة الألباني، في سلسلة الأحاديث الضعيفة، رقم (١٥٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>