للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجوابنا على هذا سهل أن نقول: إن هذا من قدرة الله {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

٦ - أن من آمن بهذا -أي بأن الله على كل شيء قدير- فإنه يطرد عنه اليأس؛ لأن الإنسان قد يصاب بمرض مثلًا فييأس من برئه بعد العلاج، فيقال له: لا تيأس إن الله على كل شيء قدير، وأنت إذا أراد الله أن يبقي المرض بك فقد يكون خيرًا لك؛ لأنك تكسب من ورائه الثواب من الله عزّ وجل. فإنه لا يصيب المؤمن من همٍّ ولا غمٍّ ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله به -يعني من ذنوبه-. فأنت لا تيأس إذا أصابك مرض لا يرجى زواله مثلًا، فإن الله على كل شيء قدير.

٧ - أن ما أخبر الله به عن نفسه من الأمور والآيات فإنها حق؛ لأن الله على كل شيء قدير، فلو قيل: كيف ينزل إلى السماء الدنيا وهو على العرش؟ ! فنقول: الله على كل شيء قدير، وليس لك أن تعارض ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ربِّه في أحاديث متواترة بمجرد وَهْمٍ.

* * *

• قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: ١٩٠ - ١٩١]:

قوله: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}:

هذه الجملة مؤكدة (بإن)، وفيها اختلاف في ترتيب الجزأين أعني: "جزأي المبتدأ والخبر" وهو تقديم الخبر في قوله: {فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>