للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خَلْقِ السَّمَاوَاتِ} هذا الخبر، ثم إن فيها مؤكدًا آخر غير {إِنَّ} وهو (اللام) في قوله: {لَآيَاتٍ}.

يقول الله عزّ وجل مؤكدًا مضمون هذه الجملة الخبرية: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}:

الخلق: "هو الابتداع على غير مثال سبق". يعني: إيجاد الشيء على غير مثال سبق يسمى خلقًا. وفي خلق السموات والأرض آيات من عدة أوجه:

الوجه الأول: من جهة الكبر والسعة.

الوجه الثاني: ما فيهما من الحسن والبهاء والجمال، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [الملك: ٥]. والذي يطّلع على ما صوَّره العلماء من هذه الآيات العظيمة يتبين له عظمة الله عزّ وجل في هذا الخلق.

الوجه الثالث: في خلق السموات من جهة إتقانها وعدم تخلخلها، قال الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} [الملك: ٣ - ٤].

الوجه الرابع: في خلق السموات والأرض مما أودع الله فيهما من المواد المتعددة المختلفة الأنواع والأشكال والمنافع، كما قال الله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} [الرعد: ٤] يعني متجاورات بعضها إلى جوار بعض ولكن بينهما من الاختلاف ما لا يعلمه إلا الله.

فيهما أيضًا ما فيهما من المنافع العظيمة للخلق. فالشمس فيها خير عظيم، والقمر كذلك، والأشجار وغيرها كلها فيها خيرات عظيمة من آيات الله عزّ وجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>