للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأنت ترى النخيل على أرض واحدة، وتسقى بماء واحد، ويفضل الله بعضها على بعض في الحجم واللون والمذاق والادخار، وهي جنس واحد لكنها مختلفة، والآيات في هذا كثيرة. لو أن الإنسان جلس يتدبر ويتأمل ويكتب كل ما يعبر على خاطره لجمع آيات كثيرة في هذا، ونحن مأمورون أن نتدبر {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} مأمورون بأن نتدبر ما في السموات والأرض من الآيات، لنستدل بها على كمال قدرة الله عزّ وجل وما في ذلك من الحكم العظيمة والرحمة.

وقوله: {السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}:

هذا هو التعبير القرآني الغالب: وهو أن الله تعالى يذكر السموات مجموعة والأرض مفردة، ولم يأت في القرآن الكريم التصريح بعدد الأرض، بخلاف السماء فقد جاء التصريح بأنها سبع سموات، كما قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: ١٢]. وقال تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [المؤمنون: ٨٦].

أما الأرضون فجاءت مشارًا إليها بأنها سبع؛ لقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: ١٢] أي في العدد لا في الكيفية ولا في الماهية.

وجاءت السنة صريحة في هذا في قول النبي عليه الصلاة والسلام: "من اقتطع شبرًا من الأرض طوّقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين" (١).


(١) تقدم تخريجه في المجلد الأول (ص ٤٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>