للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}:

أيضًا هذا فيه آيات. اختلاف الليل والنهار على أي وجه من الاختلاف يراد؟ ! .

الجواب: أنه يراد اختلافهما من وجوه شتى:

أولًا: من جهة أن الليل ظلمة والنهار نور، وهذا من آيات الله. قال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (٧١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٧٢) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص: ٧١ - ٧٣].

فهذا من آيات الله: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ} [الإسراء: ١٢].

ثانيًا: كذلك أيضًا اختلافهما من جهة الطول والقصر. أحيانًا يطول الليل، وأحيانًا يطول النهار، وأحيانًا يتساويان. ولا أحد يستطيع أن يقوم بهذا، فهو من آيات الله. ولو أن أهل الأرض كلهم اجتمعوا على أن يدخلوا من الليل جزءًا في النهار ما استطاعوا ولا العكس. فهذا من آيات الله.

ثالثًا: اختلاف الليل والنهار يدخل فيه اختلافهما حَرًّا وبردًا، أحيانًا يكون هذا حارًا وهذا باردًا، وأحيانًا يتساويان.

رابعًا: ومن ذلك أيضًا اختلافهما في الرخاء والشدة. أحيانًا تمرُّ بك الأيام رخاء، وأحيانًا تمر بك الأيام شدة.

خامسًا: من هذه الآيات: اختلافهما في العز والذل والنصر والخذلان. ينصر أحيانًا أقوامًا ويخذل هؤلاء الأقوام في آنٍ آخر،

<<  <  ج: ص:  >  >>