للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتَذْكُره، ولم يحضر لها، إن كانت ممن يحضر لها العمل السيئ.

والودُّ: خالص المحبة، أي: تحب محبة شديدة من كل قلبها، لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا.

و{لَوْ}: مصدرية لأنها إذا وقعت بعد (ودَّ) تكون مصدرية، كما في قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: ٩]، يعني: ودوا أن تدهن، وقوله: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ} [البقرة: ١٠٩] , أي: أن يردوكم.

و{لَوْ} داخلة على فعل محذوف، تقديره: تود لو حصل أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا. ويصح أن نقول {لَوْ} زائدة. والتقدير: تود أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا.

وقوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}:

كرر ذلك لأن المقام يقتضيه, يقتضى التحذير؛ أي: احذر الله عزّ وجل، احذر الله أن يصيبك بعقابه إذا عصيته وخالفت أمره.

والأول: يحذركم الله نفسه العمل في موالاة الكفار. والثاني: في الجزاء؛ لأنه ذكره بعد أن ذكر الجزاء الذي يكون يوم القيامة.

ثم قال: {وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}:

فيها قراءتان: القراءة الأولى: رؤوف، والقراءة الثانية: رؤف بدون واو. والرؤوف: مفعول من الرأفة وهي أشد الرحمة، وأرق الرحمة؛ لأن الرأفة فيها شيء من الرقة واللين أكثر مما في الرحمة. وقوله: {بِالْعِبَادِ}. جمع عبد، والمراد بهم: الخلق، فهو من العبودية العامة.

استشكل بعض العلماء إتيان قوله: {وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}،

<<  <  ج: ص:  >  >>