طاعته. والله أعلم. لكن على كل حال الوعد هنا محقق، وهو مغفرة الذنوب إما بسبب من العبد أو لمجرد فضل الله.
وقوله:{ذُنُوبَكُمْ}: الذنب هو المعصية، وهو كما ترون جمع مضاف لمعرفة، والجمع المضاف إلى معرفة يفيد العموم.
قال تعالى:{وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
الجملة اسمية اشتملت على ثلاثة أسماء من أسماء الله: الله، والغفور، والرحيم، فأما معنى "الله" فقد سبق بأنه: المألوه أي المعبود حبًّا وتعظيمًا، وأن أصل (الله) الإله، فحذفت الهمزة تخفيفًا لكثرة الاستعمال كما حذفت من الناس ومن شر وخير.
وأما الغفور: فالغفور هنا يَحتمل أن تكون صيغة مبالغة، ويحتمل أن تكون صفة مشبهة، والمعنيان لا يتنافيان فتكون صفة مشبهة وصيغة مبالغة، صفة مشبهة؛ لأن الله لم يزل ولا يزال غفورًا، وصيغة مبالغة لكثرة من يغفر له وكثرة ما يغفره من الذنوب.
أما اللُّغوي: فلأن المغفرة مأخوذة من المِغْفَر الذي يستر به المقاتل رأسه ويتقي به السهام، والمغفر جامع للستر والوقاية. وأما السمعي فلما ورد في كيفية محاسبة الله لعبده المؤمن أنه يخلو به ويقرره بذنوبه، فيقول:"قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم"(١).