للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولًا: لا يزيد ولا ينقص عمَّا جاءت به الشريعة من الأقوال.

وفعلًا: كذلك لا يزيد ولا ينقص.

وتركًا: بحيث يترك ما لم يعمله الرسول عليه الصلاة والسلام، فكل ما لم يتعبد به الرسول يجب عليه أن لا يتعبد به. فإن تعبد به ولو أنه يقول إنه يحب الرسول فإن دعواه كاذبة، لو كنت تحبه حقًّا لاتبعته حقًّا, ولذا نجد الإنسان من بني آدم إذا أحب شخصًا غير الرسول. تجده يترسم خطاه، يعجب به وينظر ماذا يفعل ويفعله.

وقوله: {يُحْبِبْكُمُ}: هذه فُك إدغامها, ولذلك ظهر السكون فيها، وفي غير القرآن لو قيل يحبكم الله لكان صحيحًا؛ لأن الإدغام هنا وفكه يجوز.

قال تعالى: {يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.

هذه الثمرة الأولى، والنتيجة التي يسعى إليها كل إنسان، أن يكون محبوبًا لدى الله سبحانه وتعالى، والثانية: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}، فائدتان عظيمتان: محبة الله لك ومغفرة ذنوبك. وقوله: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} أي كل ما عملتم من الذنوب يغفرها لكم، ولكن هل نقول: إنه يغفر وإن لم يستغفر الإنسان منه؛ لأن حسنة الاتباع تمحو هذا الذنب، ومحبة الله للإنسان توجب عدم عقوبته. أو نقول: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} بأن ييسر لكم أسباب المغفرة إن لم يغفر لكم بدون سبب، يحتمل أنه سبحانه وتعالى أراد أنه يغفر الذنوب بسبب هذا الاتباع والمحبة، أو أنه وإن فعل الإنسان ما فعل فإنه ييسر له أسباب المغفرة بأن يعود من معصية الله إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>