للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور: ٣٠] و {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور: ٣١] , {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: ١٥٨]. وما أشبه ذلك، فهذا أمر بتبليغ هذا الشيء الخاص بعينه فيكون في ذلك توكيد ودليل على العناية به، وهذه لا شك يجب الاعتناء بها. فلا يكفي أن يأتي إنسان ويقول: أنا أحب الله، أنا حبيب الله. كما يدعي أناس أنهم أولياء لله. ولكن الذي يزعم أنه من أولياء الله نمتحنه، ننظر هل هو مؤمن تقي فهو صادق، أو هو عاصٍ فاسق دجال يريد أن يُشرَك به مع الله في المحبة والطاعة، فهو عدو وليس بولي؛ لأن الله قال في ميزان الأولياء: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: ٦٢، ٦٣].

وقوله: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ}، إن الخطاب هنا غير معلوم بالشخص المخاطب، لكنه معلوم بالمعنى. يستفاد من معناه مما بعد؛ أي قل لمن ادعى أنه يحب الله: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} والجملة هنا شرطية، وفعل الشرط: {كُنْتُمْ} وجوابه {فَاتَّبِعُونِي}. وجاءت الفاء في الجواب لأن الجملة طلبية؛ وإذا كانت جملة الجواب طلبية وجب اقترانها بالفاء.

وقوله: {فَاتَّبِعُونِي} أي: على ما أنا عليه من الشريعة، عقيدة وقولًا وفعلًا وتركًا، فمن اتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهذه الأربعة صدق في اتباعه، ومن خالف فهو غير صادق.

عقيدةً: بحيث تكون عقيدته على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لا تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، ولا شك ولا تردد؛ بل إيمان كامل خال من جميع الشوائب.

<<  <  ج: ص:  >  >>