للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْصَارِي}، وقال الله تعالى لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: ٦٢].

٥ - فضيلة الحواريين رضي الله عنهم حيث أعلنوا أنهم أنصار الله مع كفر قومهم؛ لقوله: {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ}، وهكذا ينبغي للإنسان أن يعلن اتِّباعه للرسول بين أئمة الكفر حتى لا يداهن في دين الله؛ لأن المداهنة في دين الله والتقية نفاق في الواقع، والفرق بين المداهنة والمداراة:

أن المداهنة: أن يقرهم على ما هم عليه من الباطل.

والمداراة: أن ينكر عليهم ولكن يداريهم لئلا يمنعوه من الحق.

٦ - في هذه الآية دليل على أن النصارى مسلمون بقولهم: {وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} إلا أنهم مسلمون بالمعنى العام، وذلك أن كل إنسان متبع لرسول شَرْعُه قائمٌ فهو مسلم، وأما إذا وجد ما ينسخه فمن بقي على الدين الأول فهو كافر إذا كان الرسول مرسل إليه. وبناء على ذلك فإنه لا مسلم بعد بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من اتبعه فقط، ومن سواه فهو كافر. وعلى هذا فالنصارى كفار واليهود كفار من أهل النار، ومن قال إنهم مسلمون بالمعنى الخاص الذي يدخلون به الجنة اليوم فهو كافر؛ لأنه مكذب لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}، ولقوله: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}.

٧ - أن إشهاد الإنسان على نفسه بالإيمان أو بالإسلام أو ما أشبه ذلك لا يعد من الرياء لاسيما في الاتباع؛ لأن في ذلك فائدة وهي تقوية المتبوع، إذا قال: أشهد بأني مسلم أو مؤمن أو

<<  <  ج: ص:  >  >>