للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ممن اتبعك أو مما أشبه ذلك، لا شك أن في ذلك فائدة، وهي تقوية المتبوع، ولا يعد هذا من الرياء.

٨ - أن الرسل لا يعلمون الغيب، لقولهم: {وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، لأنه لو كان عنده علم من ذلك لما احتاج إلى إشهاد، اللهم إلا على سبيل إقرارهم الظاهري.

وهل يؤخذ من الآية الكريمة جواز قول الإنسان: أنا مؤمن؟ لقولهم: {وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، ربما يؤخذ جواز قول الإنسان أنا مؤمن، ولا شك أن هذا جائز، ولكن الذي وقع فيه الخلاف بين أهل العلم: هل يجوز أن يستثني في الإيمان فيقول: أنا مؤمن إن شاء الله أم لا؟ .

في هذا خلاف بين العلماء؛ منهم من قال: إنه لا يجوز، ومنهم من قال: إنه يجب، ومنهم من قال: إنه يجوز باعتبارين.

أما الذين قالوا إنه لا يجوز، فقالوا: إن هذا الاستثناء يوحي بالشك، أنه شاك وإلا كيف يقول إن شاء الله، فمادام الإيمان قد وقر في قلبه لا يقول إن شاء الله، ثم قالوا مؤيدين لتعليلهم: أرأيت لو صلى شخصًا فقيل له: أصليتَ؟ قال: إن شاء الله لعدَّ ذلك قريبًا من اللغو، ولو قيل له: لبست ثوبك؟ فقال: لبسته إن شاء الله وهو عليه، هذا لغو من القول. فإذا كان جازمًا بإيمانه فلماذا يقول إن شاء الله؟ فالاستثناء على هذا حرام؛ لأنه يؤذن بالشك، وإن لم يكن فهو لغو من القول.

والقول الثاني: أنه يجب أن يقول: إن شاء الله، يجب وجوبًا، فلو قال: إنه مؤمن وسكت، كان ذلك حرامًا عليه، وعللوا لذلك بأن الإيمان النافع هو الذي يموت الإنسان عليه،

<<  <  ج: ص:  >  >>