للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ} عند موتهم {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: ٣٢]، وهذه الآية تدل على نعيم القبر؛ لأنه قال: ادخلوا الجنَّةَ الآن من موتكم. وقد ثبت في الحديث الصحيح: "يفسح له في قبره مد البصر، ويفتح له باب إلى الجنَّةَ ويأتيه من رَوْحِها ونعيمها" (١) كما هو معروف.

٦ - التحذير الشديد من طاعة الكفار وولايتهم، ومع الأسف الشديد إننا اليوم قد هان علينا الولاء والبراء، الولاء والبراء الذي يجب أن يكون من المؤمن وهو الذي به يذوق حلاوة الإيمان مفقود إلَّا مِمَّن شاء الله.

كان الناس -وقد أدركناهم- إذا ذكر النصراني عند أحدهم اقشعر جلده وقال: أعوذ بالله، نصراني أو يهودي. أما الآن فيقال: إن بعض الناس من المسلمين يصف النصراني بالأخوة -أخونا فلان- كيف أخونا فلان؟ ! ماذا قال إبراهيم عليه السلام هو وقومه؟ : {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ}، تبرؤوا منهم قبل أن يتبرؤوا من الأصنام {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا} إلى متى؟ {حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: ٤].

والله عزّ وَجَلَّ يقول: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} [الممتحنة: ٤] هذه الأسوة الحسنة أن نتبرأ من


(١) رواه أحمد (١٨٠٦٣). ورواه أَبو داود، كتاب السنة، باب في المسألة في القبر وعذاب القبر، رقم (٤٧٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>