للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الشرع. ومن ثم يتبين خطأ من قال: إنه لا يشترط للمرأة محرم في السفر؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن "الظعينة تخرج من صنعاء إلى عدن لا تخشى إلَّا الله ولا تخاف على نفسها" (١)، لأن هذا إخبار عن الواقع وليس إقرارًا له شرعًا، ألم يقل الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لتتبعن سنن من كان قبلكم. قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ ! " (٢). بلى قال ذلك، فهل يعني هذا أنَّه يجوز أن نتبع سنن اليهود والنصارى لأن الرسول أخبر بأننا سنتبعهما؟ أبدًا .. فالإخبار عن الشيء وقوعًا لا يدل على جوازه شرعًا، إنما يؤخذ جوازه أو عدم جوازه من أدلة أخرى.

٧ - الرد على الجبرية؛ لقوله: {وَمَنْ يُرِدْ} حيث أثبت للإنسان إرادة، والجبرية يقولون: إن الإنسان ليس له إرادة، وأنه يفعل بدون اختيار ولا إرادة، ولكن كل النصوص السمعية والعقلية ترد على قولهم.

٨ - أن الإنسان قد يريد بعمله أن يُمدح عند الناس، وهذا لا يكون له من عمله إلَّا ما ناله من الدنيا فقط، نسأل الله السلامة. يعنى مثلًا: الإنسان يصلي ليقال مجتهد في العبادة. يقرأ


(١) رواه البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام بلفظ: "فإن طالت بك حياة لترين الظعينة قد حل من الحيرة حتَّى تطوف بالبيت لا تخاف أحدًا إلَّا الله. . ."، رقم (٣٥٩٥).
(٢) رواه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لتتبعن" بلفظ: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع حتَّى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ "، رقم (٧٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>