للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليعمل عملًا صالحًا وهو مؤمن بالله، هل نقول: إن الإنسان له حالان: حال يكفر وحال يؤمن؟ أو نقول: هذا قد قدّره الله بقضائه السابق أن يكون مؤمنًا من أهل الجنَّةَ؟ فالجواب: الثاني.

هكذا الذي وصل رحمه نقول: هذا من الأول لم يكن له إلَّا عمر واحد مبني على سبب وهو صلة الرحم، إذن فالمراد بيِّن، الحديث حثَّ الناس على صلة الرحم التي هي سبب لطول العمر.

وهناك قول آخر وهو أنَّه ظن بعضهم أنَّه ليس المراد امتداد الأجل فقال: إن المراد بذلك بركة العمر، يعني يبارك له في عمره أو ينسأ له في أجله أي: أن ذكره بعد موته يطول، والإنسان إذا ذكر بعد موته فكأنه حي، قال الله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام: ١٢٢] ويقول المتنبي:

والذكر للإنسان عمر ثانِ

فهذه ثلاثة آراء: إما أن يكون المراد بذلك ذكره بعد وفاته بالخير، وإما المراد بذلك البركة في عمره، والصحيح أنَّها الزِّيادة الفعلية في عمره، وأن المكتوب عند الله المعلوم عنده هو أن هذا الرجل سوف يصل رحمه ويمتد عمره.

٥ - أن الناس لهم مشارب ولكلِّ مسلك، لقوله: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا} {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ} وهو كذلك.

٦ - أن الإخبار عن الشيء أو عن وقوع الشيء لا يدل على حلّه، فقوله: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا} لا يدل على حل إرادة الإنسان الدنيا بعمله، إنما هو خبر عن أمر وقع، والحل والحرمة يؤخذ من دليل آخر

<<  <  ج: ص:  >  >>