للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلام، كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (١١٦) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: ١١٦، ١١٧] فهم الآن يَدَّعون أن دين عيسى عليه الصلاة والسلام القولُ بالتثليث، ويقولون: إن الله ثالث ثلاثة، ثم يضحكون على أنفسهم وعلى الناس، ويقولون: إنه ثلاثة في واحد، فهل هذا معقول؟ !

لكن هذا من ضلال النصارى؛ لأن النصارى ضالون. حتى الأمور العقلية لا يهتدون إليها فكيف ثلاثة في واحد؟ ! هذا لا يمكن.

على كل حال: هم يريدون أن يضلوا الناس منذ عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإلى يومنا هذا. ومن ثَمَّ يجب على المسلمين الحذر منهم، والتشهير بهم، حتى ينفر الناس منهم، وأن يقابلوا دعوتهم الإلحادية الكفرية بدعوة التوحيد والإخلاص.

والتوحيد والإخلاص موافقان للفطرة السليمة، لو وجد من يعرضهما عرضًا حقيقيًا شقيًّا. لكن -مع الأسف- أن المسلمين في غفلة، فالمسلمون الذين هم على الحق لا تجد منهم الدعاة الذين يدعون إلى الحق إلا قليلًا في بلادهم، أما أولئك النصارى المنصرون، فإنهم يجوبون مشارق الأرض ومغاربها، ويغرون الناس بالمال، وبحسن الخلق، حتى ينخدع الناس بهم.

٧ - أن أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيل الله يعلمون

<<  <  ج: ص:  >  >>