للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخير أو يرغبك في فعل الشر، ففيه شبه من اليهود والنصارى؛ لأن هذا سبيلهم.

٣ - إثبات أن الشياطين ليست شياطين الجن فقط، فكما أن للجن شياطين يصدون عن سبيل الله، ففي الإنس أيضًا شياطين يصدون عن سبيل الله، وإلى هذا يقول الله تبارك وتعالى في سورة الأنعام: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: ١١٢].

٤ - الحث على لزوم الشرع؛ لأنه سبيل الله، وكل إنسان عاقل فإنه يسعى إلى الوصول إلى الله عزّ وجل؛ لأنه غاية المطالب، ولا وصول إلى الله إلا بسلوك شرعه وسبيله الذي يوصل إليه.

٥ - أن من صدَّ عن سبيل الله من آمن به فإنه في غاية ما يكون من العدوان، وهو أعظم ممن صدَّ عن سبيل الله من لم يؤمن؛ لأن هذا منع، والأول رفع. والرفع أشد، رفع الخير أشد عقوبة من منعه، وأشد جناية.

٦ - ومن فوائد هذه الآية سوء القصد من أهل الكتاب، حيث يبغون أن تكون سبيل الله عوجًا.

وهذا الوصف لأهل الكتاب لا يزال منطبقًا عليهم إلى اليوم، فللنصارى دعاة يُنَصِّرون الناس ويسعون بكل جهدهم إلى أن يصدوا عن سبيل الله من آمن؛ لأنهم يريدون أن يسلك الناس السبيل العَوَج، لا يريدون أن يسلكوا السبيل السوي، وما زالوا إلى اليوم، ولهم إذاعات خاصة تدعو الناس إلى النصرانية، والعياذ بالله، النصرانية الباطلة التي يحاربها عيسى عليه الصلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>