بالقلب، واللسان، والجوارح. فهو المستحق لذلك وحده لا شريك له، لأن من لم يستسلم لله استسلم لغيره، ولابد أن ننتبه لهذه القاعدة المفيدة: من لم يستسلم لله استسلم لغيره ولابد. إما أن نستسلم لله، وننقاد لأمره، وإلا فإنك سوف تستسلم لهواك وتنقاد لهواك، وهواك تابعٌ للشيطان، فتكون مستسلمًا للشيطان؛ لأن كل إنسان لابد له من إرادة وهمة، ولا يوجد أحد يخلو من إرادة أبدًا، كلٌّ له إرادة، فإما أن يكون مرادك مرضاة الله عزّ وجل، فتستسلم له أو مرضاة نفسك فتستسلم للهوى والشيطان.
وقوله:{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} قدم المُتعلِّق على المتعلَّق لإفادة الحصر، يعني ونحن له لا لغيره مسلمون. ولهذا نقول: إن المؤمن إذا تعارض عنده أمر الله وأمر الخلق قدم أمر الله مهما كان الآمر، حتى أبوك وأمك، لو أمراك بخلاف أمر الله فقدِّم أمر الله.
لو قالت لك أمك: يا بني لا تخرج لصلاة الفجر، فالمسجد بعيد، ويُخشى عليك من كلب، لا تذهب للمسجد .. فلا تُطاع.
ولو قال أبوك: يا بُني لا تطلب العلم، فهل الإنسان يمتثل أمر أبيه في هذه الحال؟ . لا.
ومن أحسن ما رأيت في هذا الموضوع ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله:"إنه لا تجب طاعة الوالدين في ترك أمرٍ ينفعك ولا يضرُّهما" .. هذا كلام جيد يُكتب بماء الذهب، فكل شيءٍ ينفعك ولا يضُرُّ والديك فإنه لا تجب طاعتهما فيه. كما لو طلبتَ العلم.