للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. ثم إن المراد بالإيمان ليس مجرد التصديق فقط بل الإقرار المتضمن أو المستلزم للقبول والإذعان، أما مجرد أن يصدق الإنسان بالشيء فإنه ليس بمؤمن، فأبو طالب مثلًا مصدق بأن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومع ذلك لم ينفعه لأنه لم يقبل ولم يذعن، فلابد من قبول وإذعان يعني انقيادًا.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} آمنوا بما يجب الإيمان به وهي الأمور الستة التي بيَّنها الرسول عليه الصلاة والسلام: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.

{لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} لا تأكلوا الربا، الأكل معروف، وخلافه الشرب واللبس والسكنى والانتفاعات الأخرى، لكنه عبر بالأكل لأنه أخص ما يكون في ملابسة الإنسان، فالذي يدخل إلى جوفك ليس كالذي تلبسه ظاهر جسدك، وليس كالبيت الذي تسكنه، فإن أبلغ ما يكون في ملامسة الإنسان هو الأكل، ولهذا نهى عنه، والإنسان عندما لا يكون لديه شيء وهو جائع عارٍ وليس عنده سكن يقدم الأكل فهو أشد ما يكون ضرورة للإنسان، ولهذا قال: {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا}، والربا في اللغة الزيادة، ومنه قوله تعالى: {فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} [الحج: ٥] يعني علت ومنه "الرُّبى" جمع رابية للمكان المرتفع من الأرض، والمراد بالربا هنا الربا الشرعي وهو زيادة ونسأ، زيادة ويسمى ربا الفضل، ونسأ ويسمى ربا النسيئة، ويكون الربا في أموال خاصة بيَّنها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: "الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والتمر بالتمر، والشعير

<<  <  ج: ص:  >  >>