للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العقوبة لم يكن لقوله: {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} فائدة، نستثني من ذلك -أي من تحريم الفرار عند التقاء الجمعان- مسائل:

المسألة الأولى: إذا كانوا أكثر مثليهم فلهم الفرار ولكن الثبات أفضل.

المسألة الثانية: إذا كان متحرفًا لقتال، يعني من أجل أن يأتي بأسلحة أو يستحث قومًا على الجهاد، أو ذهب من أجل أن يكرّ عليهم من الجهة الأخرى، المهم أنه متحرف لقتال.

المسألة الثالثة: أو متحيزًا إلى فئة، يعني أن الجبهة التي هو فيها ضعفت ففرَّ من أجل أن يتحيز إلى فئة أقوى، أو تكون الجبهتان ضعيفتين فتتحيز إحداهما إلى الأخرى، فهذا لا بأس به، وما عدا ذلك فإن الفرار يوم الزحف من كبائر الذنوب والعياذ بالله كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (١٥) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: ١٥، ١٦].

٣ - إثبات أن للشيطان تأثيرًا على العبد حتى في عمله الصالح وحتى في الجهاد؛ لقوله: {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ}، ولكن بماذا تحصل العصمة من هذا الشيطان؟ تحصل العصمة بما ذكره الله عزّ وجل في قوله: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [الأعراف: ٢٠٠]، هذه العصمة كلما أحسست بشيء في داخلك ينهاك عن معروف ويأمرك بمنكر فقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

٤ - الردُّ على الجبرية وذلك من قوله: {بِبَعْضِ مَا

<<  <  ج: ص:  >  >>