وهذا يدل على أن استمتاع الإنسي بالجني محرم بكل حال، فالجواب عن ذلك أن نقول: اقرأ الآية التي بعدها حيث قال: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأنعام: ١٢٩] فهذا الاستمتاع استمتاع في ظلم، ولا شك أنه حرام، أما إذا كان استمتاعًا بما ينفع وخلا من المحرم في طريقه أو في استخدامه فإن هذا لا بأس به.
٦ - أن الله قد يطلع الخلق على الغيب بواسطة الرسل؛ لقوله:{وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ}.
٧ - أن الرسل ممن اجتباهم الله واصطفاهم على الخلق، وهذا موجود في القرآن، بأن الأنبياء هم الصفوة كما قال تعالى:{وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ}[ص: ٤٧].
٨ - إثبات المشيئة لله عزّ وجل، في قوله:{مَنْ يَشَاءُ}، ولكننا نقول: كل شيء علَّقه الله بالمشيئة، فإنه لابد أن يكون مقرونًا بالحكمة، ليست مشيئةً مجرَّدة، بل لابد أن تكون مقرونة بحكمة، ودليل ذلك قوله تعالى:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}، فقال:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}[الإنسان: ٣٠] أشار إلى أن مشيئته تتبع علمه وحكمته.
٩ - وجوب الإيمان بالله ورسله عمومًا؛ لقوله:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}، وقد بيَّنا في التفسير كيفية الإيمان بالرسل، وأنه يؤمن بأنهم حقٌّ، وجاءوا من عند الله وهم صادقون، أما الاتباع فهو خاصٌ بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.
١٠ - فضيلة الإيمان والتقوى، وأنه يترتب عليهما الأجر العظيم.