تعالى:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}[محمد: ١٧]. الهدى والعمل الصالح أفضل من المال؛ لأن الهدى إذا زاد الله الإنسان منه انشرح صدره، واستنار قلبه، واطمأن، ثم صارت التقوى عنده أسهل من كل شيء، وصارت الأعمال الصالحة رياض قلبه، وسرور نفسه، ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جعلت قرة عيني في الصلاة"(١)، والمؤمن كل الأعمال الصالحة قرة عينه؛ لأنه يشعر في كل عمل صالح بأمرين عظيمين:
الأمر الأول: أنه يتعبد لله بالعمل الصالح، فيزداد ذلًّا لربه ومحبة له، وإنابة إليه.
الأمر الثاني: أنه بذلك متبع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهو يشعر حين فعل العبادة أن إمامه محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، فيزداد محبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمًا لقوله، وتعظيمًا لهديه وسنته. وهذا أعظم كسب؛ أن يحصل لك هذا الأمر في العبادة والتقوى.
٦ - انتفاء الظلم عن الله عزّ وجل؛ لأن قوله:{وَوُفِّيَتْ} وقوله: {لَا يُظْلَمُونَ} فاعلهما معروف، فالموفي الله، والذي لا يظلم الله، وانتفاء الظلم عن الله سبحانه وتعالى هو من الصفات التي يسمونها بالسلبية، ويكون نفي الظلم لكمال العدل، فنأخذ من هذا قاعدة مفيدة في باب الصفات، وهي:(أن كل صفة نفاها الله عن نفسه فإنما يراد بها ثبوت كمال الضد).
(١) أخرجه أحمد، رقم (١١٨٨٤). والنسائي، كتاب عشرة النساء، باب حب النساء، رقم (٣٩٣٩).