للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الإيمان يزيد وينقص؛ لأن زيادة الدرجات بعد زيادة الإيمان باليقين والعمل الصالح، وهل هي زيادة اليقين أم زيادة الأقوال أم زيادة الأفعال أم الجميع؟ الجواب: الجميع، فاليقين يتفاضل، والأقوال تتفاضل، ليس من قال: لا إله إلا الله عشرًا كمن قالها عشرين مثلًا، والأفعال كذلك تتفاضل، ليس من صلى ستَّ ركعات كمن صلى عشر ركعات، وهذا ما جرى عليه أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد باليقين والقول والفعل، كيف يزيد باليقين؟ هل اليقين يتفاضل؟ الجواب: نعم يتفاضل بنص القرآن. قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام لربه عزّ وجل: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: ٢٦٠] هذا دليل من القرآن، والدليل من الواقع هو أن الإنسان كلما كثر المُخبرون بالخبر ازداد يقينًا، وإذا شاهد ازداد أكثر، ولهذا جاء في الحديث: "ليس الخبر كالمعاينة" (١). أما زيادة الأقوال والأفعال فهذا شيءٌ واضح ولا إشكال فيه.

٢ - إثبات العلو لله عزّ وجل؛ لقوله: {عِنْدَ اللَّهِ} والعندية تعني: عندية المكان، وإذا كانوا درجات فالدرجات ترتفع شيئًا فشيئًا، فيؤخذ منها إثبات علو الله، فهذا أمر متفق عليه، ومجمع عليه بين السلف، وقد دلَّت عليه الأدلة الخمسة كلها: الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة، يعني علو الله عزّ وجل دلَّت عليه هذه الأدلة الخمسة: الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة.

الكتاب والسنة مملوءان من ذلك، والإجماع، يقول شيخ الإسلام: والله يعلم أني بعد البحث التام، ومطالعة ما أمكن من


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده، رقم (١٨٤٥، ٢٤٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>