شيئًا حقُّه التأخير فهذا حصر سواءً كان خبرًا أو مفعولًا به أو جارًا ومجرورًا. فمثلًا:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة: ٥] قدّم المفعول به لإفادة الحصر، أي لا نعبد إلا إيَّاك، ولا نستعين إلا إيّاك، وهنا {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} أي: لا لغيره. فقدّم الخبر لأجل الحصر.
(ما): اسم موصول، يشمل كل ما في السموات والأرض، يشمل كل هذا، ما فيها من الملائكة، وما في الأرض من البشر والجن والأشجار والأحجار وكل شيء.
{مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} وأتى "بما" تغليبًا لغير العاقل؛ لأنهم الأكثر فغلّبوا، هذا من وجه، ومن وجه آخر أنه إذا أريدت الصفة فإنه يعبر "بما" بدل "من" ولو في العاقل، ومثَّلوا لذلك بقوله تعالى:{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}[النساء: ٣] ولم يقل: (من طاب) لأنه لم يقصد عين الشخص العاقل بل قصد الوصف والجنس والكم، انكح ما طاب من جميل وقبيح وواحد ومتعدد من النساء.
{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} صِلَة الموصول تأتي جملة وتأتي شبه جملة، تأتي جملة اسمية وجملة فعلية، وجارًا ومجرورًا وظرفًا، أربعة أنواع، فالجملة الاسمية والفعلية ظاهرة، تقول:"يعجبني الذي خلقه حسن" هذه جملة اسمية، وتقول في الجملة الفعلية:"يعجبني الذي كان شجاعًا"، وتقول في الظرف:"يعجبني الذي فوق السطح"، وتقول في الجار والمجرور:"يعجبني الذي في المسجد"، في هذه الآية الجار والمجرور،