للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - أن مَنْ وفى بعهد الله، وحلف على صدق، فإنه لا يحرم النصيب في الآخرة. ووجهه أنه إذا كان من اشترى بعهد الله ثمنًا قليلًا أو بيمينه لا خلاق له في الآخرة، فإن ضده له خلاق. وهذا الطريق من الاستدلال أخذناه من قول الشافعي رحمه الله على قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: ١٥] قال: في هذه الآية دليل على رؤية المؤمنين لله؛ لأنه لما حجب هؤلاء في الغضب كان دليلًا على رؤية الآخرين في حال الرضا.

٥ - إثبات الآخرة؛ لقوله: {لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ}.

٦ - أنه ينبغي للإنسان أن تكون الآخرة هي هدفه، ومغزاه، ومراده. ولهذا قال: {لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} ولم يقل في الدنيا؛ لأنه قد يكون لهم نصيب في الدنيا ولكن لا خير فيه.

٧ - إثبات الكلام لله، لقوله: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} ووجه ذلك أنه لو كان الله لا يتكلم لم يكن لنفي الكلام مع هؤلاء فائدة. فلولا أنه يكلم ما صار عدم تكليمه لهؤلاء عقوبة.

٨ - أنَّ كلام الله من أفعاله الاختيارية التي يفعلها متى شاء؛ لأن هذا الكلام الذي نفى الله عنهم نفاه في وقت معين، وهو يوم القيامة، فدلَّ ذلك على أن الكلام من أفعال الله الاختيارية التي تكون بمشيئته سبحانه وتعالى.

٩ - أن من عقوبة هؤلاء مع حرمانهم من النصيب في الآخرة أن الله لا يكلمهم. وهذا من أعظم العقوبات -والعياذ بالله- ولهذا كان النظر إلى وجه الله من أفضل

<<  <  ج: ص:  >  >>