للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثواب، وأعظمه، وأعلاه، بل هو غاية الثواب والفضل.

١٠ - إثبات نظر الله؛ لقوله: {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ} وهل فيه دليل على إثبات العين لله؟ لا لأنه لا يلزم من النظر العين كما قلنا، إننا نثبت سمع الله ولا يلزم أن نثبت الأذن. وهذه مسألة يجب أن نتفطن لها؛ لأنه لا يلزم من الكلام وجود اللسان والشفتين، ولا يلزم من السمع وجود الأذنين، ولا يلزم من النظر وجود العينين.

وهنا مسألة: يوم القيامة تحدث الأرض أخبارها فهل لها لسان وشفتان؟

الجواب: لا. وكان الحصى يسبح بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهل له لسان وشفتان؟ لا.

وهنا مسألة أخرى: هل تسمع الأرض أو لا تسمع؟

الجواب: تسمع؛ لأنها تحدث أخبارها. فلولا أنها تسمع ما حدثت، ولما قال الله تعالى للسموات والأرض: {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} [فصلت: ١١] خاطبهما فسمعتا أولًا؟ فقالتا: {أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: ١١].

فقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: ٤]، أي ما عُمل عليها كما قال السلف، ما عُمل عليها من خير وشر. والذي يُعمل على الأرض إما قول يسمع وإما فعل ينظر، إذن فهي ترى ومع ذلك لا نقول لها عينان. فإذن لا يلزم من ثبوت نظر الله ثبوت العين. ولكن العين ثابتة بنصوص أخرى. فإن لله تعالى عينين اثنتين لا تماثلان أعين الخلق؛ ودليل ذلك قوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: ٣٩]، وقوله: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>