للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِأَعْيُنِنَا} [الطور: ٤٨]، وقوله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: ١٤]، إلا أن إثبات العينين ليس من هذه الآيات ولكن من أدلة أخرى كقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن ربكم ليس بأعور" (١).

الجمع في الآيات من أجل التعظيم كقوله تعالى: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} [يس: ٧١]، مع أن الله ليس له إلا يدان اثنتان.

١١ - أن هؤلاء الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلًا لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، والمراد به النظر الخاص، أما النظر العام فإن الله تعالى لا يحجب عن بصره شيء.

١٢ - إثبات يوم القيامة وأنه حق؛ لقوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ}.

١٣ - إثبات ما تضمنه هذا الوصف، وهو أنه يقام فيه العدل، ويقوم فيه الناس من قبورهم لرب العالمين، ويقام فيه الأشهاد.

١٤ - أن هؤلاء المشترين بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلًا لا يزكيهم الله لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولهذا جاءت الكلمة {وَلَا يُزَكِّيهِمْ} بعد قوله: {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} فهؤلاء لا يزكيهم الله في الدنيا بل يظهر عُوارهم ويفضحهم في الدنيا حتى يعرفهم العباد ويعرفوا سقوط عدالتهم وزوال زكائهمٍ، كذلك لا يزكيهم الله يوم القيامة، فلا يقبل منهم صرفًا ولا عدلًا.


(١) رواه البخاري، كتاب المغازي، باب حجة الوداع، رقم (٤٤٠٣). ورواه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه، رقم (٢٩٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>