للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنسان بوصف فإنه يزداد وصفه هذا بحسب زيادته فيما وجِّه إليه.

٥ - وجوب البقاء على الإسلام والمبادرة به؛ لقوله: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

٦ - أن المَدار على الخاتمة، نسأل الله حسن الخاتمة؛ لقوله: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ومصداق ذلك حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) (١). لكن الأول ورد فيه قيد -والحمد لله- يريح البال، ويزيل الخوف (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار). ورد هذا الحديث في قصة الرجل الذي كان مع النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة وكان شجاعًا مقدامًا لا يدع شاذة ولا فاذة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هذا من أهل النار -نسأل الله العافية- فَعَظُمَ ذلك على الصحابة وشقَّ عليهم كيف يكون هذا الرجل من أهل النار وهو بهذه المثابة في جهاده، فقال رجل: والله لألزمنَّه، يعني لأصاحبنّه حتى أنظر ما عاقبته؟ فأصاب هذا الرجل الشجاع سهم فجزع فأخذ سيفه واتكأ عليه حتى خرج من ظهره -أعوذ بالله-، جعله في صدره حتى


(١) رواه البخاري, كتاب أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم صلوات الله وسلامه عليه وذريته, رقم (٣٣٣٢). ورواه مسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابته، رقم (٢٦٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>