للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن المتقَى به قد يختلف باختلاف الشرائع؛ لقوله: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: ٤٨]، هذا الذي يتقى الله به قد يختلف باختلاف الشرائع.

٧ - عموم ربوبية الله للبشر؛ لقوله: {رَبِّي وَرَبِّكُمْ}، وربوبية الله ثابتة لكل السموات الأرض ومن فيهن {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا} [المؤمنون: ٨٤]، {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [المؤمنون: ٨٦]. فالربوبية، ربوبية الله سبحانه وتعالى لكل شيء، لكن عيسى قال: {رَبِّي وَرَبَّكُمْ} ليقيم عليهم الحجة؛ لأنه إذا كان ربهم سبحانه وتعالى فإنه يشرع فيهم وعليهم ما يشاء ولا أحد يعقب حكمه.

٨ - أنَّ عيسى مربوب وليس ربًّا؛ لقوله: {رَبِّي وَرَبَّكُمْ}.

٩ - الرد على النصارى في دعواهم أن الله ثالث ثلاثة، وقد كفَّرهم الله بذلك فقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [المائدة: ٧٣]، كفَّرهم بهذا، وهم بلا شك كافرون مخلدون في نار جهنم أبد الآبدين.

١٠ - وجوب العبادة؛ لقوله: {فَاعْبُدُوهُ}.

١١ - أن الإقرار بالربوبية مستلزم للإقرار بالعبودية، يعني أن من أقر بربوبية الله لزمه أن يقر بعبوديته، ولهذا قال: {فَاعْبُدُوهُ}، فأتى بالفاء الدالة على السببية، أي: فبسبب اختصاصه بالربوبية يجب أن تخصوه بالعبادة، ومن ثَمَّ نجد الله سبحانه وتعالى في كتابه يقيم الحجة على المشركين الذين يقرون بربوبيته لا بألوهيته، يقولون إنه منفرد بالربوبية لكن في الألوهية لا يفردونه، يتخذون معه آلهة وليس إلهًا واحدًا، كل قوم لهم

<<  <  ج: ص:  >  >>