للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - أن هؤلاء يبادرون بالعذاب، فهم يبادرون بالعذاب إما في الدنيا، أو عند الموت، وعند دخول النار. ففي الدنيا قال الله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: ٢١] وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: ٤١]. وعند الموت تتوفاهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم، وفي يوم القيامة حدِّث ولا حرج.

ومن فوائد قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

١ - أن التوبة تجبُّ ما قبلها؛ لقوله: {فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

٢ - أنه لابد مع التوبة من الإصلاح؛ لقوله: {وَأَصْلَحُوا}. وهذا واجب في كل من يتعدى جرمه إلى غيره، أن يقوم بإصلاح ما ترتب على هذا الجرم.

٣ - إثبات اسمين من أسماء الله، وهما: الغفور والرحيم، وإثبات ما تضمناه من الصفة وهي المغفرة والرحمة. ولهذا نقول: كل اسم من أسماء الله فإنه دال على ثلاثة أشياء: على ذات الله، وعلى الصفة، وعلى الأثر الذي يترتب على هذه الصفة. لكن هذا الثالث لا يطرد في كل اسم من أسماء الله؛ لأن الأسماء غير المتعدية لا يدخل فيها إثبات الأثر. فالعلي مثلًا فيه إثبات الاسم، والصفة، والعظيم كذلك، والكبير كذلك، لكن السميع فيه إثبات الاسم والصفة والأثر؛ الاسم: السميع، والصفة: السمع، والأثر: أنه يسمع. ومن هنا نعلم أن كل اسم فلابد أن

<<  <  ج: ص:  >  >>