٢ - أن الملائكة ذو عقول، يفهمون، ويفعلون. وليس كما قال بعضهم: إنهم ليس لهم عقول. وما أغرب هذا القول، وما أبعده عن الصواب؛ لأننا إذا قلنا: إن الملائكة ليس لهم عقول فإننا نطعن في القرآن؛ لأن الوسيط الذي بين محمد - صلى الله عليه وسلم - وبين الله ملك، فإذا قلنا: لا عقل له، ما نأمن؛ لأن غير العاقل لا يمكن أن يحتمل قوله ولا نقضه، ونأخذ "أن لهم عقولًا" من إثبات أنهم تصدر منهم اللعنة.
٣ - أن أمثال هؤلاء يلعنهم الناس جميعًا؛ لقوله:{وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}. لكن هذا فيه إشكال، وهو أنه يوجد من الناس من يُزَمِّر وراء الكافرين، ويصفق وراءهم ويفزع معهم، فكيف قال:{وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}؟ نقول: لأنه إذا صفق معهم وزمَّر وراءهم فهو منهم، فيكون هو ملعونًا من الناس أجمعين، من الآخرين؛ لأن من أعان ضالًا فهو ضال، ومن أعان كافرًا فهو كافر. قال الله تعالى:{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة: ٥١].
١ - إثبات أن هؤلاء الذين كفروا بعد إيمانهم، وشهدوا أن الرسول حق، وجاءهم البينات، خالدون في لعنة الله، أي في الطرد والإبعاد عن رحمته. وليس ثمة إلا النار بعد الجنة، وليس بعد الهدى إلا الضلال.
٢ - ومن فوائدها أنهم والعياذ بالله دائمًا في عذاب، لا يخفف أبدًا، ولا ينتظرون الفرج، لا بالتخلص منه، ولا بتخفيفه، لقوله:{لَا يُخَفَّفُ} وهذه جملة خبرية، وخبر الله تعالى لا يخلف.