وذلك بالإيمان، {وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الممتحنة: ٧].
٦ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حقٌّ؛ لأن الله لَامَ هؤلاء على الكفر بعد أن شهدوا أن الرسول حق، ولا شك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حق من عند الله، صادق فيما قال فيما أخبر به عن ربِّه.
٧ - أن الله سبحانه وتعالى لم يدع الخلق هملًا، بل أقام لهم الحجج، وأقام البينات، حتى لا يكون للناس على الله حجة؛ لقوله:{وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}. . هذه البينات تنقسم إلى أقسام: شرعية، وعقلية، وحسية؛ أما السمعية: فهي القرآن، وأما العقلية فهي أن كل عاقل يتدبر ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم أنه حق، فإنه ما أمر بشيء فقال العقل ليته لم يأمر به، ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته لم ينه عنه. وأما الحسية فظاهرة، انتصاراته العظيمة في هذه المدة الوجيزة، وانتصار أصحابه حتى فتحوا مشارق الأرض ومغاربها مع أنهم كانوا أذلة مستضعفون في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس. هذا من أكبر الأدلة على أنه رسول الله حقًّا. إذن فالآيات شرعية وعقلية وحسية.
٨ - أن من أضله الله فإنما ذلك لظلم منه، لقوله:{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، وأما من طلبوا الحق وتحرّوه وتشوَّفوا له فإنهم جديرون بالهداية.
١ - إثبات الجزاء، وفيها أن الجزاء من جنس العمل. فإن هؤلاء لما ارتكبوا ثلاث جرائم، أو ثلاثة أمور في كفرهم، كان عليهم لعنة الله والملائكة والناس، ثلاث بثلاث.