١ - أن من ضلَّ عن بصيرة فإنه يبعد أن يُهَدَى -نعوذ بالله- لقوله:{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ}.
٢ - أن من فسق عن بصيرة فإنه يبعد أن يكون من العدول. فإذا قيل لشخص: هذا حرام وهو مسلم، وبُيِّن له الحق، ثم عصى واستمر على فسقه، فإنه يبعد أن يهدى والعياذ بالله.
٣ - أن الهداية والإضلال بيد الله؛ لقوله:{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ} فنسب الهداية إليه.
وفي آيات أخرى أن الله نسب الإضلال إليه مثل {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}[إبراهيم: ٢٧]. ولكن يجب أن تعلموا أن هداية الله وإضلاله لحكمة؛ فمن كان أهلًا للهداية هداه الله، ومن كان أهلًا للضلال أضله الله. قال الله تعالى:{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}[الأنعام: ١٢٤]. وقال تعالى:{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}[الصف: ٥] والله عزّ وجل يعلم، إذا علم من المرء أنه لا يريد الهداية أضله الله. وإذا علم أنه يريد الهداية، وأنه حريص عليها يطلبها أينما كانت، ويسلك ما دل عليه الدليل، فإن الله تعالى يهديه ويعينه ويوفقه ويفتح بصيرته حتى يرى الحق كأنما يتلقاه عن فِيِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
٤ - أن الإنسان قد يستكبر ويعاند بعد أن تبين له الحق؛ لقوله:{كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}.
٥ - أن الكفر بعد الإيمان أغلظ من الكفر الأصلي؛ لأن الله تعالى استبعد أن يهتدي هؤلاء. وأما الكافرون فإن الله سبحانه وتعالى ذكر في سورة الممتحنة أن الله تعالى قد يهديهم فقال:{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً}