ويحابي من يتصل به، فالناس عنده تعالى سواء، أكرمُهم عند الله أتقاهم؛ لقوله:{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ}.
١٠ - أن فرعون وآله قد عُذِّبوا في الدنيا كما سيعذبون في الآخرة، لقوله:{فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ}.
١١ - الردُّ على من زعم أن فرعون أسلم فنفعه إسلامه؛ لأن الله تعالى ذكر ذلك على وجه المؤاخذة والمعاقبة. ولو كان تائبًا توبة تنفعه ما ذكر ذنبه بدون ذكر توبته؛ لأن الله تعالى عدل لا يذكر أحدًا بذنب تاب منه، إلَّا أن يبين توبته، فآدم عليه الصلاة والسلام لما أكل من الشجرة، وحصل له ما حصل، وتاب إلى الله ذكر الله تعالى معصيته، وذكر أنَّه تاب، فقال تعالى:{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}[البقرة: ٣٧]، بل ذكر أنَّه بعد التوبة كان خيرًا منه قبلها {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى}[طه: ١٢٢].
١٢ - إثبات الآيات لله، وهي العلامات الدالة على الله عزّ وَجَلَّ، على وجوده، وعلى ما تتضمنه هذه الآيات من صفاته، فمثلأ: نزول الغيث آية على وجود الله وعلى رحمته. ونزول العقوبات دليل على وجود الله وعلى غضبه. وهكذا كل آية تدل على وجود الله سبحانه وتعالى وعلى ما تقتضيه تلك الآية من الصفات، سواء كانت آية رحمة أو آية عذاب.
١٣ - أن الله لا يظلم الناس شيئًا، وإنَّما يؤاخذهم بالذنوب {فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ} ونظير ذلك قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}[الشورى: ٣٠].
١٤ - الرد على الجبرية الذين لا ينسبون فعل العبد إليه،