للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد الله سوف يكون، ولكن مع ذلك أنا أقول: إنما يكون إدخال الأمل حينما يتعلق القلب بالله عزّ وجل وتنقطع الحيل إلا من عند الله عزّ وجل.

٢ - إثبات الربوبية الخاصة؛ لقوله: {أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ} والربوبية نوعان: عامة، وخاصة، ففي قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هذه عامة، وفي قوله: {أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ} هنا خاصة، وقد اجتمع النوعان في قوله تعالى عن سحرة فرعون الذين مَنَّ الله عليهم بالإيمان {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٢١) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} [الأعراف: ١٢١ - ١٢٢] الأولى عامة والثانية خاصة.

والربوبية الخاصة في قوله: {أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ} تقتضي -مع المعنى العام وهو التدبير والملك- التثبيتَ والإعانةَ والكفَّ عن الشرور وما أشبه ذلك لأنها خاصة.

٣ - أن الملائكة أجسام يحصون بالعدد؛ لقوله: {بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ}.

٤ - أن موطن الملائكة هو السماء، هذا هو الأصل؛ لقوله {مُنْزَلِينَ} لأن النزول إنما يكون من أعلى إلى أسفل، فإذا كان هؤلاء الملائكة منزلين دلَّ على أن مكانهم في السماء، هذا هو الأصل لكن ينزلون الأرض كثيرًا حسب أمر الله تعالى.

٥ - أن الملائكة لم تقاتل بلا شك، ولكن هل أمدوا؟ ذكرنا أن المسألة فيها قولان للعلماء:

الأول: إن كان في بدر فقد أمدوا.

والثاني: إن كان في أُحد فإنهم لم يمدوا؛ لأن ذلك شرط بالصبر والتقوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>