للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى الرئاسة؟ ! . ولهذا يقولون: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: ٣١]، يعني هلا أنزل على رجل عظيم حتى نتبعه وهم يقولون ذلك وهم يعلمون أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - من خيرهم، بل هو خيرهم نسبًا، وأنه أعظمهم وأشرفهم، وهم يسمونه قبل الرسالة (الأمين والصادق)، لكن لما جاءت الرسالة شرقوا بها والعياذ بالله وأنكروها وقالوا: هذه من رجل مهين، كما قال فرعون لموسى: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف: ٥٢]، فهؤلاء قالوا: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: ٣١].

{لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}:

والمراد بآيات الله هنا: الآيات الشرعية؛ لأن مِن الناس من يشتري ثمنًا قليلًا بالآيات الشرعية، ومعنى (يشتري ثمنًا قليلًا) أي يأخذ الجاه والرئاسة والمال وغير ذلك بدلًا عن آيات الله الشرعية واتباعها.

ووصف الله ذلك بأنه قليل؛ لأنه بالنسبة لما في الآخرة ليس بشيء كما صحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها" (١).

{أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}:

أولئك الذين عدلوا عن الدنيا ولم يأخذوها بدلًا عن طاعة الله والإيمان به:

{لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}:


(١) تقدم تخريجه (ص ٥١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>