للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العرب، وأن القرآن كلام الله مثلًا، بل لا يتم إيمانه حتى يؤمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - على أنه رسول الله إلى جميع البشر، وأنه ملزم باتباعه؛ يتبعه كما يتبعه غيره.

{وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ}:

قوله: {خَاشِعِينَ} يحتمل أن تكون حالًا مِن (مَن) في قوله: {لَمَنْ يُؤْمِنُ} وبناء على ذلك يكون مراعًا بها المعنى؛ لأن (مَن) لفظها مفرد ومعناها الجمع؛ لأن اسم الموصول وإن كان مفردًا يصح للعموم مع أن (مَنْ) مِن الأسماء الموصولة للمفرد وللجماعة.

أقول: إن {خَاشِعِينَ} تحتمل أن تكون حالًا من (مَنْ) أي: للذي يؤمن حال كونه خاشعًا، أو من فاعل {يُؤْمِنُ} لمن يؤمن حال كونه خاشعًا، والمعنى لا يتغير.

والخشوع هو: الذل، أي: متذللًا لله عزّ وجل، يؤمن بالله متذللًا له خاشعًا له.

{لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}:

{لَا يَشْتَرُونَ} أي: لا يأخذون ويطلبون بآيات الله ثمنًا قليلًا، فالشراء هنا بمعنى الأخذ؛ لأنه ليس هناك عقد بيع وشراء، لكن لما كان المشتري يأخذ السلعة طالبًا لها حريصًا عليها صار الذين يأخذون الحياة الدنيا بالآخرة بمنزلة المشترين، ولهذا قال: {لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} وهي الدنيا أو بمالها أو بجاهها أو بغير ذلك، وفيه إشارة إلى أن من أهل الكتاب وغير أهل الكتاب من يبقى على رئاسته وعلى جاهه وماله ليكفر بالرسل. فمثلا (أبو جهل) وغيره من زعماء العرب (قريش) ما الذي صدَّهم عن اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - غير الكبر والإبقاء على الجاه

<<  <  ج: ص:  >  >>