٣ - أن هؤلاء الذين يؤمنون بما أنزل الله على رسوله عليه الصلاة والسلام مع إيمانهم بكتبهم إنما يفعلون ذلك تعظيمًا لله وذلًا له، لا طلبًا للدنيا، أو المدح أو ما أشبه ذلك؛ لقوله تعالى:{خَاشِعِينَ لِلَّهِ}.
٤ - بيان إخلاص هؤلاء حيث لم يؤمنوا بالله وما أنزل إلينا من أجل الدنيا، فهم لا يشترون بآيات الله ثمنًا قليلًا؛ لقوله:{خَاشِعِينَ لِلَّهِ} فإنه يدل على أنهم مخلصون في إيمانهم بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليهم، يعني: لا يقصدون شيئًا من الدنيا أو جاهًا أو رئاسة أو رياء.
٥ - أن هؤلاء الذين آمنوا من أهل الكتاب عن إخلاص سوف يكون لهم الأجر، يعني: الثواب من الله، وإن فاتهم ما يفوتهم من الدنيا بسبب إسلامهم؛ لقوله:{أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}.
٦ - بيان قدرة الله عزّ وجل في سرعة حسابه حيث قال:{إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، وقد أورد بعض الصحابة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - إشكالًا في هذا المعنى وقال: كيف يحاسبنا في ساعة ونحن جمع -يعني كثير-، فقال:"ألا أخبرك بشيء من آلاء الله -أي من آياته- يقرب لك هذا؟ " وذكر له القمر (١).
القمر مخلوق من مخلوقات الله، وكل الناس يرونه في ساعة واحدة لا يضامون في رؤيته، فإذا كان هذا في مخلوق من مخلوقات الله يضيء نوره على كل من رآه، ويشترك فيه من العالم ما لا يحصيه إلا الله، فما بالك بالخالق جلَّ وعلا؟ !
٧ - إثبات الحساب، وأن الإنسان سوف يحاسب على عمله إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر؛ لقوله:{إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.