للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متعة جسدية، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} [محمد: ١٢]، والمتاع ما تحصل به المتعة، والمتعة نوعان:

الأولى: متعة قلبية روحية، وهذه لا تكون إلا للمؤمن؛ يتمتع بذكر الله وبما أنعم الله عليه من الإيمان.

والثانية: متعة جسدية يشترك فيها الإنسان والبهائم، وهي ما يحصل للجسد من اللذة والنعيم وغير ذلك.

يقول تعالى: {مَتَاعٌ قَلِيلٌ} فهو قليل في زمنه، قليل في كميته، قليل في كيفيته، قليل في كل شيء، فالزمن قليل محدود وهو عمر الإنسان؛ ذلك العمر المجهول الذي لا يدري الإنسان متى ينتهي.

قليل أيضًا في الكمية؛ لأن الإنسان لا يملك كل شيء، قليل في الكيفية، لأن الإنسان قد يحرم التمتع في هذه الدنيا بأمراض تعتريه ولا يتمتع بها، قد يحرم بفَقْدِ بعض الأشياء والله أعلم.

قال الله سبحانه وتعالى: {ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} يعني ثم بعد هذا المتاع القليل مأواهم جهنم، وأتى بـ"ثم" وإن كانت دالة على التراخي للإشارة إلى أنه مهما طالت بهم المدة في هذه الحياة فإن مآلهم هذا المآل الخبيث والعياذ بالله.

والمأوى بمعنى: ما يأوي إليه الإنسان، فهو اسم مكان، أي: المصير الذي يصيرون إليه وهو جهنم؛ وجهنم اسم من أسماء النار -أعاذنا الله منها- وسميت بذلك؛ لأنها مشتقة من التجهم، أو من الجهمة وهي السواد، وقيل: إنه اسم أعجمي

<<  <  ج: ص:  >  >>