للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - أن الربَّ عزّ وجل أظهر آياته لخلقه مع أن مجرد الإيمان بأن الله تعالى حي موجود يكفي؛ لكن كلما تعددت الأدلة والآيات ازداد الشيء يقينًا، ودليل هذا أن إبراهيم قال لله عزّ وجل: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: ٢٦٠]. فالإنسان قد يكون مؤمنًا ولا إشكال عنده في الأمر لكن يحتاج إلى من يطمئنه.

٦ - الثناء على العقل، وهو عقل الرشد لا عقل التكليف؛ لقوله عزّ وجل: {لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}.

٧ - أنه كلما كان الإنسان أعقل كان بالله وآياته أعلم؛ لقوله: {لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} والحكم المعلق على وصف يثبت لثبوته ويعدم لعدمه، فإذا كان أصحاب العقول هم الذين ينتفعون بهذه المخلوقات ويستدلون بها على الخالق عزّ وجل وعلى ما له من صفات الكمال، فإن مَن عقله عقل بهيمي لا ينتفع بهذه الآيات؛ لأنه ليس من ذوي الألباب.

فإن قال قائل: العقول هبة من الله عزّ وجل فكيف يذم الإنسان على فقدها أو يمدح على وجودها؟ !

فالجواب: أن العقل -أعني عقل الرشد- نوعان: عقل غريزي وعقل اكتسابي؛ فالعقل الغريزي لا يحتاج إلى تأمل وتفكر، وأما العقل المكتسب فإنه يحتاج إلى تأمل ونظر وتفكر، لأنه كلما ازداد تفكره ازداد إيمانه ويقينه ورشده.

٨ - الثناء على ذوي العقول؛ لأن الله جعل هذه الآيات نافعة لأولي العقول، وعلى هذا فينبغي لك أن تكرس جهودك

<<  <  ج: ص:  >  >>