للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التنزيه والإبعاد عن السوء؛ ومنه قولهم: "تسبح فلان"، يعني بَعُد ونزل في الماء يسبح.

وقوله: {سُبْحَانَكَ} أي: تنزيهًا لك أن تخلق هذه السموات والأرض باطلًا، وقد بيَّن الله في آيات أخرى أن من ظن أن الله خلق شيئًا باطلًا فقد أخذ بظن الكفار.

الدليل قوله: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [ص: ٢٧]. ولهذا قال: {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} "الفاء" هذه مفرِّعة للجملة الثانية عن الأولى، و"قِ" فعل أمر مكون من حرف واحد لأنه فعل ناقص، وأوله حرف علة. والفعل الثلاثي الناقص الذي أوله حرف علة يكون عند الأمر أو الجزم على حرف واحد فتقول: "قِ" مأخوذ من "وقى"، "عِ" من "وعى"، "دِ" من الدية من "ودى" ولها أمثلة كثيرة ذكرها الخضري رحمه الله في حاشيته على شرح "ابن عقيل على الألفية".

وهذه الحاشية أعني حاشية الخضري على شرح ابن عقيل من أحسن الحواشي التي كتبت على شروح ألفية "ابن مالك"، لأنه متأخر وجمع أقوال من سبقه، وله تحرير جيد في بعض الأشياء التي يحررها، فأشير بها على كل من أراد أن يقرأ ألفية "ابن مالك" وشرحها "لابن عقيل". فإن هذه الحاشية مفيدة، وقد ذكر عدة أمثلة للفعل الثلاثي المبدوء بحرف علة المختوم بحرف علة بأنه تحذف منه العلتان.

والنحويون يقولون: ما أوله حرف علة فهو "مثال". وما وسطه حرف علة فهو "أجوف". وما آخره حرف علة فهو "ناقص" أو "مقصور".

<<  <  ج: ص:  >  >>