للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعملون أفكارهم، ثم يتفكرون هل هذه السموات والأرض خلقت نفسها أم كانت مخلوقة؟

يستنتجون بهذا التفكير أن السموات والأرض كانتا غير مخلوقتين؛ لأنهم بالتفكير يطلعون على ما لا يطلع عليه غيرهم.

وقوله: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا}:

هذه الجملة مقول لقول محذوف. يعني: (يقولون ربنا ما خلقت هذا باطلًا).

يعني: بعد أن يتفكروا في خلق السموات والأرض تحصل لهم هذه النتيجة المباركة {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا}.

قوله: {مَا خَلَقْتَ} هذه نافية.

وقوله: {بَاطِلًا} حال لازمة لو حذفت لفسد الكلام. وعلى هذا فتكون لازمة، والقاعدة في الحال اللازمة "هي التي لو حذفت لفسد الكلام". لأنه لو حذفت {بَاطِلًا} لكان اللفظ {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} مع أنه خلق، وكم من "جملة حالية" أو "مفرد حال" صار لابد منه في الكلام، وتسمى هذه "حال لازمة".

وقوله: {بَاطِلًا} حال من {هَذَا} {هَذَا بَاطِلًا}، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي: خلقًا باطلًا.

وقوله: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا}:

يعني: يا ربنا، فهو منادى منصوب بياء النداء المحذوفة.

{سُبْحَانَكَ} سبحان اسم مصدر منصوب على المفعولية المطلقة، وعامله محذوف، والتقدير من حيث المعنى: "نسبحك تسبيحك" أي: "ننزهك تنزيهك اللائق بك". وأصل التسبيح:

<<  <  ج: ص:  >  >>