للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا بقوة مساندة لنا، وإنما نعلق النصر بالله وحده، ونجعل هذه الأشياء المادية التي يكون بها النصر نجعلها أسبابًا قد تتخلف عنها مسبباتها؛ لأن النصر يكون من عند الله وحده.

٣ - أنه كلما كان الإنسان أذل لله كان أقرب إلى نصر الله، وكلما كان الإنسان مستغنيًا عن الله كان أبعد عن النصر؛ لقوله: {وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} والإنسان إذا رأى من نفسه العزة وعلا وشمخ فإنه يخذل، قال الله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: ٦، ٧].

٤ - أن النصر لا يكون بكثرة العَدَد ولا بقوة العُدَد بل هو من عند الله سبحانه وتعالى، لكن كثرة العَدَد وقوة العُدَد مما أمرنا الله به وجعله سببًا للنصر كما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ} يعني من ورائهم {لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: ٦٠] ولهذا يجب على ولاة الأمة الإسلامية أن يعدوا أعظم سلاح يفتك بالأعداء من أجل إذا احتاجوا إليه يستطيعون مهاجمة العدو أو المدافعة إذا اعتدى عليهم أحد، وأما الأسلحة التقليدية التي تعتبر في وقتنا الحاضر مثل الحمير بالنسبة للخيل في الوقت السابق فهذه لا تكفي إلا إذا كان الإنسان لا يستطيع فإنه معذور، لكن إذا كان يستطيع فالواجب أن يجهز نفسه بكل ما يستطيع من قوة؛ لأن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر ويريدون أن يقضوا عليه بكل وسيلة، فإذا لم يكن عندنا سلاح نكبتهم به ونخزيهم به ونذلهم به فإننا لم نقم بما أوجب الله علينا: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: ٦٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>