للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - أنه متى ظهر الحق فحاد الإنسان عنه صار أشد ظلمًا؛ لقوله: {فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} كأنه لا ظالم سواه، كأنهم هم الذين أخذوا الظلم كله؛ لأنه إذا قامت الحجة لم يبق للإنسان محجَّة، يعني لم يبق له أي طريق يمكن أن يتوصل إليه، أو أن يفر منه.

٨ - أن من عباد الله من يفتري الكذب على الله، والذي يفتري الكذب على الله سبحانه وتعالى يفتري الكذب على الرسول - صلى الله عليه وسلم - من باب أولى، والذي يفتري على الرسول - صلى الله عليه وسلم - يفتري على الناس من باب أولى، إذن: إذا افترى عليك إنسان شيئًا فلا تستغرب، افترى الناس على الله الكذب، وافتروا على الرسول الكذب، أفلا يفترون عليك؟ .

٩ - أنه لا إثم مع الجهل؛ لقوله: {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} أي من بعد أن يتبين الحق فهذا هو الظالم، أما من ارتكب محرمًا قبل أن يتبين له الحق فإنه لا يلحقه إثم ذلك المحرم، لا في الواجبات ولا في المحرمات، من ارتكب شيئًا بغير علمٍ فإنه لا إثم عليه، ما لم يفرِّط في الواجبات، ولا في المحرمات، ولكن بالنسبة للمحرمات لا يترتب عليه شيء من آثارها أبدًا، لا إثم ولا كفارة. فلو أن رجلًا فعل محظورًا من محظورات الإحرام وهو جاهل أنه محظور، فلا شيء عليه، بل لو أن الإنسان جامعَ وهو مُحرم، يظن أنه لا شيء عليه في الجماع، فلا شيء عليه، لا كفارة، ولا فساد حج، ولا غير ذلك.

أما في الواجبات إذا فعل شيئًا محرمًا عليه في الواجب، يعني بأن ترك واجبًا أو فعل ما يُبطل ذلك الواجب وهو جاهل، فلا

<<  <  ج: ص:  >  >>