٩ - فضيلة شهداء أُحد؛ لأن قوله:{وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}، أول من يدخل فيها شهداء أحد رضي الله عنهم.
١٠ - إثبات المحبة لله، أن الله يحب، وجه ذلك أن نفيها عن الظالمين يدل على ثبوتها لغيرهم أو لضدهم، لأنها لو انتفت عن هؤلاء وهؤلاء لم يكن في نفيها عن الظالمين فائدة، ولهذا استدل الشافعي رحمه الله وغيره من أهل العلم على ثبوت رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة بقوله تعالى:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}[المطففين: ١٥] يعني الفجار، قال: فلما حجب هؤلاء عن رؤيته في السخط دلَّ على رؤية الآخرين في حال الرضا. وهذا لا شك استدلال جيد، فهنا نقول: لما نفى المحبة عن الظالمين دلَّ على ثبوتها لمن كان ضدهم، لأنها لو كانت منتفية عن هؤلاء وهؤلاء لم يكن لتخصيص الظالمين فائدة.
والمحبة تعني كون الله يحب الشخص، فهل فيها نقص بالنسبة لله؟ لا. ولهذا كان أهل السنة من السلف يثبتون أن الله تعالى يُحب وأنه يُحَب أيضًا. كما قال تعالى:{فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}[المائدة: ٥٤]، ومحبة الله سبحانه وتعالى إذا وفق العبد لها لا يعادلها شيء ولا تماثلها لذة. يجد الإنسان في محبة الله لذة لا توصف أبدًا، حتى إن بعض السلف يقول: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف! الله أكبر، الملوك هم في قمة النعيم الدنيوي وأبناؤهم كذلك، لكن أحباب الله وأولياء الله أعظم منهم في هذا النعيم، وقوله تعالى:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}[النحل: ٩٧].
إذن نقول: من مذهب أهل السنة والجماعة إثبات المحبة لله،