أصبت بفَقْد ألفين؛ لأن هذا ممكن، فإذا قدرت أنك أصبت بألفين والمفقود ألف هان عليك فَقْدُ الألف، إذن فالله علَّمنا كيف نعزي المصاب بأن نسليه بذكر النظائر أو بذكر ما هو أعظم.
٣ - أن الله سبحانه وتعالى جعل هذه الدنيا دولًا تتقلب لئلا يركن الإنسان إليها؛ لأن الدنيا لو كانت دائمًا راحة ونعمة ركن الإنسان إليها ونسي الآخرة، ولو كانت دائمًا محنة ونقمة لكانت عذابًا مستمرًا، ولكن الله جعلها دولًا يدال فيها الناس بعضهم على بعض، وتتداول الأحداث على الإنسان ما بين خير وشر.
٤ - تمام سلطان الله سبحانه وتعالى في خلقه، وأن له التدبير المطلق؛ ليظهر أو يتبين بذلك تمام سلطان الله.
٥ - أن الله سبحانه وتعالى قد يمتحن العبد ليعلم إيمانه من عدمه، يمتحنه بأنواع من الامتحانات: تارة بالمصائب وتارة بالمعايب، فهنا ابتلاء بالمصائب، وإذا يسَّر الله للإنسان أسباب المعصية فهذا ابتلاء بتيسير المعائب مثل قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ}[المائدة: ٩٤].
٦ - أن علم الله سبحانه وتعالى بالأشياء على قسمين: علم بأنها ستوجد وهذا أزلي، وعلم بأنها وجدت، وهذا يكون عند الوجود، ولهذا قال:{وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا}.
٧ - أن الله تعالى قد يقدر المكروه لحِكَم بالغة كثيرة؛ لقوله:{وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}.
٨ - فضيلة الشهادة، تؤخذ من قوله:{وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ} فكأنه سبحانه اصطفى هؤلاء الشهداء واتخذهم لنفسه.